#مقتل_قاسم_سليماني
#مقتل_قاسم_سليماني خسارة كبيرة لإيران ولا يمكن تعويضها ولكن إرثه مستمر ومهمته تحققت إلى درجة كبيرة: توسيع نفوذ إيران الإقليمي بأقل التكاليف معتمدا على “الديموغرافية” و”الايديولوجية”. إيران ستعيش من هذا الإرث لسنوات طويلة قادمة، ولكن يجب ألا ننسى التكلفة الاقتصادية، السياسة والاجتماعية التي دفعتها
#مقتل_قاسم_سليماني كشف سوءة وهشاشة مشروع إيران وكذب الهالة الإعلامية التي صنعوها لإرهاب ضحاياهم (دولا وشعوبا)، وهو ما كشفته #الثورة_السورية على مدى السنوات الماضية عندما هزمت حزب إيران، الميليشيات الإيرانية والحرس الثوري نفسه، حتى تدخلت روسيا بشكل مباشر لوقف تقدم الثوار
رغم التقدم وبعض الانتصارات الجزئية التي حققتها ميليشيات #قاسم_سليماني في المنطقة، إلا أنها كانت دائما مصحوبة بدعم خارجي: طيران التحالف في حالة #داعش، والطيران الروسي في سوريا. هذا مؤشر آخر على هشاشة الجسد الذي تم بناؤه رغم الدور المحوري الذي لعبه سليماني في تنسيق جهود هذه الميليشيات
#مقتل_قاسم_سليماني ذكرنا من جديد بحقيقة المشروع الإيراني: مشروع إرهابي توسعي يفتقر إلى أي منظومة قيم، يتغذى على الطائفية والعرقية ويرسخها، ويقوم على نموذج مبتذل ورخيص لبناء عصابات محلية (مهما كبر حجمها) لتنفيذ المهمات القذرة وتفكيك الدول. مشروع إيران هو الفوضى العارمة خارج حدودها ولكن بادارتها.
هزالة رد إيران على #مقتل_قاسم_سليماني دليل آخر على ضعف وهشاشة مشروعها، ولكن الهدف الحقيقي منه كان حفظ ماء الوجه أمام حاضنتها حصرا وتوجيه رسالة تحذير إلى أمريكا. صواريخ الثأر الإيرانية لم تصب أي من أهدافها عمدا لأن إيران تعرف حجمها الحقيقي ووضعها الداخلي لا يسمح بأي مواجهة مع أمريكا
ما حصل لم يكن مسرحية: #مقتل_قاسم_سليماني كان فعلا كسرا لقواعد اللعبة، فهذه أول مرة تستهدف أمريكا بشكل مباشر شخصية بارزة في النظام الإيراني، والرد الإيراني على الرغم من هزالته إلا أنه يعتبر “تصعيدا” محدودا ومدروسا: لا ضحايا أمريكية ولا خسائر حقيقية، ولكن الرد مباشر ومن أراضيهم وليس عن طريق أذرعهم.
يجب علينا التحرر من القوالب الجاهزة ونظريات المؤامرة لتفسير كل ما يجري حولنا (العلاقات الأمريكية-الإيرانية مثالا). إيران وضعت رؤية ومخططا لتوسيع نفوذها وعملت عليه بقوة وجرأة، وصلت إلى حدود المتاح والمسموح به وكانت دائما مستعدة لإلحاق الأذى وتحمل التبعات، ولكن بالتوازي مع ذلك عملت وفق خارطة مصالح صحيحة
إيران فرضت نفسها من خلال عمل دؤوب وتحالفات ظاهرية و”باطنية” على مدى عقود كأحد أهم اللاعبين الإقليميين، ولكن هذا لا يعني أنها حليف لأمريكا، ولا يعني بالضرورة أنها عدو. سليماني كان حليف أمريكا في قتال #داعش، ثم قتلته أمريكا. لا يوجد حلفاء وأعداء دائمين، وإنما مصالح دائمة.
رد إيران الحقيقي سيكون من خلال أذرعها في المنطقة وعلى مدى الأشهر القادمة وستكون ضحيته شعوب المنطقة ولا سيما العرب السنة.
لن يكون لما حصل انعكاس مباشر على سوريا، إيران لن تنحسب من سوريا او تخفف نفوذها، ولكن ما يهمنا كسوريين هو تهيئة أنفسنا لما هو قادم، وبناء قدراتنا لمواجهة الشروع الإيراني.
مشروع إيران الذي يعتمد الإيديولوجية المتطرفة في تفكيك دول الجوار وتغيير ديموغرافيتها والهيمنة على قرارها السياسي، لا يمكن مواجهته إلا بمشروع قائم على هوية وخطاب واضحين. العرب السنة في المنطقة يتعرضون لتهديد وجودي حقيقي.
ولاء حزب الشيطان في لبنان، والحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، والميليشيات الطائفية في سوريا لإيران مقدم على ولائهم للدولة القومية التي ينتمون لها، وهذا يدل على غياب “الهوية الوطنية” في هذه المجتمعات وضرورة بناء هذه الهوية بطريقة صحيحة لا اصطناعية، لأن هوية العدو واذرعه واضحة عند أتباعهم
-----------------------------------------------------------------------------
تعليقات
إرسال تعليق